يشهد عالم الموارد البشرية تطورات متسارعة تواكب التغيرات المتسارعة في مختلف جوانب الحياة. ونظرًا لأهمية الموارد البشرية في تحقيق أهداف أيّة منظمة، من الضروري على متخذي القرار مواكبة هذه التطورات والاستفادة منها لتعزيز قدرات الموظفين وتحقيق النمو المستدام.

في هذا المقال، نسلط الضوء على أحدث اتجاهات تطوير الموارد البشرية لعام 2024:

1. التركيز على الرفاهية والصحة النفسية:

يعدّ الاهتمام برفاهية الموظفين وصحةهم النفسية من أهم اتجاهات تطوير الموارد البشرية في العام الحالي. ويرجع ذلك إلى إدراك أصحاب العمل لأهمية الصحة النفسية في تعزيز الإنتاجية والقدرة على الإبداع وخفض معدلات الغياب. وتشمل بعض الممارسات التي تساهم في تعزيز رفاهية الموظفين:

• توفير برامج مساعدة الموظفين (EAP)
• تشجيع ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي
• خلق بيئة عمل إيجابية تقلل من التوتر والقلق
• توفير فرص للتواصل الاجتماعي والتفاعل بين الموظفين

2. رفع مستوى المسؤولية الاجتماعية للشركات:

تصبح الشركات المسؤولة اجتماعيًا أكثر جاذبية للموظفين والمستثمرين والعملاء. مما يدفع أصحاب العمل إلى تعزيز مبادرات المسؤولية الاجتماعية في مؤسساتهم. وتشمل بعض مبادرات المسؤولية الاجتماعية ما يلي:

• دعم القضايا البيئية والمستدامة
• المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية
• دعم التنوع والشمول في مكان العمل
• احترام حقوق الإنسان

3. تطوير عمليات إدارة الموارد البشرية:

تواكب تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة تطوّر عمليات إدارة الموارد البشرية. مما يساهم في تحسين كفاءة هذه العمليات وتقليل التكاليف. وتشمل بعض التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد البشرية ما يلي:

• أتمتة المهام المتكررة مثل إدخال البيانات ومعالجة طلبات الإجازات
• تحسين عملية التوظيف من خلال فرز السير الذاتية وتحديد المرشحين المؤهلين
• تقديم تحليلات متقدمة حول أداء الموظفين واتجاهاتهم
• تطوير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة

4. تنمية المهارات وتطوير إجراءات توظيف تستند إلى المهارات:

تصبح المهارات الفردية أكثر أهمية من المؤهلات الأكاديمية التقليدية في تحديد قدرات الموظفين واحتمالات نجاحهم في العمل. مما يدفع أصحاب العمل إلى تطوير إجراءات توظيف جديدة تستند إلى المهارات وتقيّم قدرات المرشحين على حل المشكلات والتعلم والتكيف مع التغيرات. وتشمل بعض الممارسات التي تساهم في تنمية مهارات الموظفين ما يلي:

• توفير فرص للتدريب والتطوير المهني
• تشجيع الموظفين على التعلم الذاتي
• خلق بيئة عمل تشجع على تبادل المعرفة والخبرات
• مكافأة الموظفين على اكتساب مهارات جديدة

5. تعزيز تجربة الموظف:

تصبح تجربة الموظف أحد أهم العوامل التي تؤثر على قدرة الشركات على جذب الموظفين الموهوبين والاحتفاظ بهم. ويركز أصحاب العمل على خلق تجربة موظف إيجابية تشجع على المشاركة والإنتاجية والولاء. وتشمل بعض الممارسات التي تساهم في تعزيز تجربة الموظف ما يلي:

• توفير رواتب ومزايا تنافسية
• خلق بيئة عمل إيجابية تشجع على التعاون والاحترام
• تقديم فرص للتطوير المهني والنمو الشخصي
• الاستماع إلى آراء الموظفين واحتياجاتهم
• الاعتراف بإنجازات الموظفين وتقديرهم

6. استخدام البيانات في اتخاذ القرارات:

تصبح البيانات أحد أهم أدوات اتخاذ القرارات في مجال الموارد البشرية. حيث يمكن تحليل البيانات لفهم سلوك الموظفين واتجاهاتهم واحتياجاتهم. مما يساعد أصحاب العمل على تطوير برامج وسياسات مخصصة تعزز من أداء الموظفين وتحقيق أهداف المنظمة.

7. إعادة النظر في نماذج العمل:

يُعيد أصحاب العمل النظر في نماذج العمل التقليدية لخلق بيئة عمل أكثر مرونة وتناسب احتياجات الموظفين. وتشمل بعض نماذج العمل الجديدة ما يلي:

• العمل عن بعد: أصبح العمل عن بعد أكثر شيوعًا، مما يسمح للموظفين بالعمل من أي مكان.
• أسبوع العمل الأربعة أيام: تجرب بعض الشركات أسبوع عمل من أربعة أيام مع الحفاظ على نفس عدد ساعات العمل.
• العمل الحر: يلجأ أصحاب العمل بشكل متزايد إلى توظيف المستقلين بدلاً من الموظفين بدوام كامل.

8. التركيز على التنوع والشمول:

تُدرك الشركات أهمية التنوع والشمول في مكان العمل لخلق بيئة عمل أكثر عدلاً وإنصافًا. وتشمل بعض الممارسات التي تُساهم في تعزيز التنوع والشمول ما يلي:

• برامج التنوع والشمول: تُنفذ الشركات برامج لتعزيز التنوع والشمول في جميع جوانب العمل.
• مبادرات مكافحة التحرش والمضايقة: تُنفذ الشركات مبادرات لخلق بيئة عمل خالية من التحرش والمضايقة.
• مجموعات دعم الموظفين: تُنشئ الشركات مجموعات دعم للموظفين من مختلف المجموعات.

9. الاستثمار في الصحة البدنية والنفسية للموظفين:

تُدرك الشركات أهمية الصحة البدنية والنفسية للموظفين في تعزيز الإنتاجية والرفاهية. وتشمل بعض الممارسات التي تُساهم في تعزيز الصحة البدنية والنفسية للموظفين ما يلي:

• برامج اللياقة البدنية: تُقدم الشركات برامج لياقة بدنية للموظفين.
• خدمات الصحة النفسية: تُقدم الشركات خدمات الصحة النفسية للموظفين.
• برامج التوعية الصحية: تُنفذ الشركات برامج للتوعية الصحية حول مختلف المواضيع مثل التغذية والتمارين الرياضية.

10. استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الموظفين:

يُستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتطوير الموظفين وتوفير فرص التعلم. وتشمل بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير الموظفين ما يلي:

• أنظمة التعلم الإلكتروني: تُستخدم أنظمة التعلم الإلكتروني لتوفير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة للموظفين.
• التدريب الشخصي: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير تدريب شخصي للموظفين بناءً على احتياجاتهم.
• التقييمات: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتقييم أداء الموظفين وتحديد نقاط القوة والضعف.

ختامًا:

يُواجه عالم الموارد البشرية تحديات وتطورات مُستمرّة. مما يتطلّب من مُتّخذي القرارِ مُواكبةَ هذهِ التطوّراتِ والاستفادةِ من أحدثِ الاتجاهاتِ لِتعزيزِ قدراتِ الموظّفين وتحقيقِ النموّ المُستدامِ.

إنّ الاستثمارَ في تطويرِ المواردِ البشريةِ هو استثمارٌ في مُستقبلِ المنظمةِ ونجاحِها.